يُعد الجامع الأخضر في بورصة (Yeşil Camii) واحدًا من أهم وأجمل المعالم السياحية والتاريخية في تركيا، ومن أبرز رموز العمارة العثمانية المبكرة. يقع المسجد في حي يشيل (Yeşil Mahallesi) ضمن منطقة أوسمانغازي بمدينة بورصة، ويُعتبر من أكثر الأماكن زيارة من قبل السياح المهتمين بالفن الإسلامي والتراث العثماني.
 
تم بناء الجامع الأخضر عام 1419م بأمر من السلطان محمد الأول جلبي بعد انتهاء الحرب الأهلية العثمانية، ليكون مركزًا للعبادة والعلم، ورمزًا لعودة الاستقرار في الدولة العثمانية. وقد صُمم المسجد على يد المعماري الشهير حاجي إيفاز باشا (Hacı İvaz Paşa)، الذي جمع بين الفن السلجوقي والزخارف العثمانية الفاخرة.
 
يتميز المسجد بتصميم فريد يعكس جمال العمارة الإسلامية العثمانية، وتغطي جدرانه الداخلية بلاطات خزفية خضراء وزرقاء مصنوعة يدويًا من مدينة إزنيق (İznik)، ولهذا سُمّي بـ “الجامع الأخضر".
تتزين القباب والأقواس بكتابات قرآنية وزخارف هندسية دقيقة، مما يجعل المسجد تحفة فنية ومعمارية نادرة
  . ويُعتبر مثالًا واضحًا على الفن العثماني في القرن الخامس عشر.
 
يقع ضريح السلطان محمد جلبي بالقرب من المسجد مباشرة، ويُعد من أروع الأضرحة العثمانية في تركيا. بُني عام 1421م بعد وفاة السلطان، وتم تزيين جدرانه الداخلية والخارجية بألوان فيروزية وزخارف هندسية رائعة.
يضم الضريح قبر السلطان محمد الأول جلبي وعددًا من أفراد عائلته، ويُعد مكانًا ذا قيمة تاريخية وروحية كبيرة في بورصة.
 
يقع الجامع الأخضر في المنطقة الشرقية من مركز بورصة، ويمكن الوصول إليه بسهولة من الجامع الكبير (أولو جامع) سيرًا على الأقدام أو عبر وسائل النقل المحلية.
يُعتبر هذا المكان من أهم الوجهات السياحية في بورصة، حيث يجمع بين الجمال الفني، العمق التاريخي، والروحانية الإسلامية، مما يجعله محطة لا يمكن تفويتها عند زيارة المدينة
  .
 
