حديقة الحيوان الوطنية في كولومبو، والمعروفة أيضاً باسم "حديقة الحيوان ديهيوالا"، تُعد واحدة من أقدم وأشهر حدائق الحيوان في آسيا، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1936، ومنذ ذلك الحين وهي وجهة رئيسية للعائلات والسياح من مختلف أنحاء العالم. تقع الحديقة في ضاحية ديهيوالا على بُعد نحو عشرة كيلومترات فقط من قلب العاصمة كولومبو، مما يجعل الوصول إليها سهلاً للزوار سواء من داخل المدينة أو من خارجها. الحديقة ليست مجرد مكان لعرض الحيوانات، بل هي مساحة خضراء واسعة تمتد على أكثر من 20 هكتاراً من الأراضي المليئة بالأشجار والحدائق المزهرة والبرك المائية، لتشكل بيئة طبيعية تمنح الزوار إحساساً بالاسترخاء والراحة.
تضم الحديقة مجموعة كبيرة ومتنوعة من الحيوانات من مختلف القارات، حيث يعيش فيها أكثر من 3000 حيوان يمثلون أكثر من 300 نوع مختلف. من أبرز هذه الحيوانات الفيلة، الأسود، النمور، الدببة، الزرافات، والقرود، إضافة إلى الطيور النادرة والزواحف مثل التماسيح والثعابين. كما تحتوي على بيت للأسماك والأحواض المائية التي تعرض أنواعاً من الكائنات البحرية العذبة والمالحة، مما يجعلها وجهة تعليمية ممتعة للأطفال والمهتمين بالحياة البرية. ما يميز هذه الحديقة أنها لا تقتصر على عرض الحيوانات في أقفاص تقليدية، بل تحاول توفير بيئات تشبه موائلها الطبيعية قدر الإمكان، في إطار سعيها للحفاظ على الحياة البرية وتعزيز الوعي البيئي.
من أكثر الفعاليات التي تجذب الزوار في الحديقة العروض اليومية للفيلة، حيث تُقدّم هذه الحيوانات العملاقة عروضاً ممتعة تُظهر ذكاءها وقدرتها على التفاعل مع المدربين، وهو نشاط يحبه الأطفال بشكل خاص. إلى جانب ذلك، هناك عروض خاصة للطيور التي تملأ المكان بالحيوية والألوان، بالإضافة إلى برامج تثقيفية للزوار للتعرف على سلوك الحيوانات وأهمية الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي.
الحديقة أيضاً تتميز بجمال طبيعتها، حيث تنتشر المساحات الخضراء والحدائق المزهرة التي تضيف إلى التجربة لمسة من الجمال والهدوء، ما يجعلها مكاناً مناسباً للنزهات العائلية وقضاء يوم كامل بعيداً عن صخب المدينة. الممرات المظللة والبحيرات الصغيرة تضفي أجواءً شاعرية، وتوفر أماكن للاستراحة والتقاط الصور التذكارية.
من الناحية السياحية، تُعد الحديقة الوطنية في كولومبو محطة أساسية ضمن برامج الرحلات العائلية، لأنها تمنح الأطفال فرصة للتعرف على الحيوانات بشكل مباشر، وفي الوقت نفسه تتيح للكبار الاستمتاع بأجواء طبيعية وثقافية. كما أنها تُعتبر مكاناً مثالياً للتعلم من خلال الترفيه، إذ تجمع بين المتعة والمعرفة في آن واحد.
باختصار، حديقة الحيوان الوطنية في كولومبو ليست مجرد مكان لمشاهدة الحيوانات، بل هي تجربة متكاملة تمزج بين التعليم والترفيه والطبيعة، مما يجعلها وجهة لا غنى عن زيارتها لكل من يقصد العاصمة السريلانكية، سواء كان مع عائلته أو في رحلة استكشافية للتعرف على التنوع البيولوجي الغني لهذا البلد.