تُعد قلعة بودروم أو كما تُعرف باسم قلعة القديس بطرس Castle of St. Peter واحدة من أهم المعالم التاريخية والسياحية في مدينة بودروم التركية، وهي من أبرز الرموز التي تعكس تاريخ المدينة الغني وثقافتها المتنوعة.
تم بناء القلعة في القرن الخامس عشر الميلادي على يد فرسان القديس يوحنا الذين استخدموها كحصن دفاعي ضد الغزوات البحرية وقد أُقيمت القلعة على أنقاض قديمة تطل على الميناء مستخدمين حجارة جلبوها من ضريح موسولوس أحد عجائب الدنيا السبع القديمة في مدينة هاليكارناسوس القديمة بودروم حاليًا .
خلال العصور اللاحقة، مرت القلعة بعدة تحولات حيث استخدمها العثمانيون كثكنة عسكرية وسجن ثم تم ترميمها وتحويلها إلى متحف بودروم للآثار تحت الماء في القرن العشرين.
تُعتبر القلعة تحفة معمارية تمزج بين الطرازين الغربي والشرقي إذ تحتوي على عدة أبراج سُميت بأسماء الدول التي ساهمت في بنائها مثل برج فرنسا، برج إنجلترا، برج إيطاليا، وبرج ألمانيا ، كما تتضمن القلعة أسوارًا ضخمة وخنادق دفاعية وأقواسًا حجرية جميلة إلى جانب نوافذ تطل على مناظر بحرية خلابة تجعل الزائر يعيش أجواء العصور الوسطى بكل تفاصيلها.
يُعد هذا المتحف من أهم المتاحف في العالم المتخصصة بالآثار البحرية ويضم مقتنيات نادرة عُثر عليها في حطام السفن الغارقة في البحر الأبيض المتوسط ، تشمل المعروضات أوانٍ فخارية، وتماثيل، وأدوات زجاجية إضافةً إلى سفينة شحن برونزية تُعد من أقدم السفن التي تم اكتشافها.
تقع قلعة بودروم في قلب المدينة القديمة وتطل مباشرة على الميناء والبحر مما يجعلها واحدة من أكثر النقاط جذبًا للسياح ، يمكن للزائرين الصعود إلى الأبراج للاستمتاع بإطلالة بانورامية على البحر الأبيض المتوسط ومرسى بودروم الشهير خصوصًا عند غروب الشمس حيث ينعكس الضوء على جدران القلعة في مشهد خلاب.
أفضل وقت لزيارة القلعة هو من الربيع حتى أوائل الخريف عندما يكون الطقس معتدلًا .
تمثل قلعة بودروم أكثر من مجرد موقع أثري فهي رمزٌ لتاريخ المدينة وتعايش الثقافات المختلفة عبر العصور بفضل موقعها الفريد وتصميمها المذهل ومتحفها المثير، تظل القلعة واحدة من أهم الوجهات السياحية في تركيا التي لا يمكن تفويتها أثناء زيارة بودروم.