لا تكتمل زيارة إسطنبول الساحرة دون الانطلاق في رحلة بحرية إلى جزر الأميرات، تلك اللآلئ المبعثرة فوق مياه بحر مرمرة. هناك، حيث يتوقف الزمن، ويحل الهدوء محل صخب المدينة، وتتحول الزيارة إلى قصّة شاعرية يتعانق فيها البحر مع الغابات والعمارة القديمة .
تخيّل نفسك بين شواطئ ذهبية ومياه لازوردية، تتجوّل في طرقات تروي تاريخًا طويلًا، وتمتزج فيها رائحة الصنوبر بنسيم البحر. جزر الأميرات ليست مجرد وجهة، بل هي ملاذ روحي وتجربة لا تُنسى.
تعود قصة هذه الجزر إلى العهد البيزنطي، حين كانت مكانًا يُنفى إليه الأمراء والأباطرة المغضوب عليهم. كانت الجزر حينها فضاءً معزولاً، يشهد صمتًا ثقيلًا وأيامًا أخيرة لشخصيات كانت على مشارف العرش يومًا ما.
ورغم هذا التاريخ المؤلم، تحولت الجزر بمرور الزمن إلى واحدة من أجمل وأشهر الوجهات السياحية في تركيا، بما تتميز به من طبيعة آسرة، مبانٍ خشبية تاريخية، وأجواء لا تشبه أي مكان آخر.
تتكوّن جزر الأميرات من تسع جزر، لكن أشهر أربع جزر يقصدها الزوار هي:
أكبر الجزر وأكثرها شهرة، وتتميز ببيوتها التاريخية وشواطئها الهادئة.
جزيرة راقية ذات طبيعة ساحرة ومنازل أنيقة.
خيار مثالي لمحبي الهدوء والعزلة الطبيعية.
أقرب الجزر إلى إسطنبول وتشتهر برمالها المائلة إلى اللون الأحمر.
هناك، يصبح كل شيء أكثر شاعرية:
رائحة المطر تمتزج بالبحر، الضباب يلامس القصور الخشبية القديمة، والمقاهي الصغيرة تتلألأ بنوافذ دافئة وسط البرد.
في الشتاء، تتحول الجزر إلى لوحة صامتة مليئة بالسكينة:
أزقة بلا زحام، أوراق متساقطة على الأرصفة، وصيادون عجائز يواصلون عاداتهم اليومية.
إنها زيارة تمنحك هدوءًا نادرًا وتجربة لا يعيشها كثيرون.
الوصول يكون عبر العبّارات البحرية التي تنطلق من عدة موانئ رئيسية في إسطنبول، مثل:
ميناء كاباتاش
ميناء كاديكوي
ميناء بوستانجي
تستغرق الرحلة بين ساعة إلى ساعتين حسب الجزيرة، وخلال الطريق تستمتع بمناظر بحر مرمرة وإطلالات المدينة .
نظرًا لمنع السيارات في الجزر، تظل هذه الطريقة الأمتع لاستكشاف الأماكن والمرتفعات.
كنيسة آيا يورجي على قمة بيوك أدا مع إطلالاتها البانورامية.
مثل:
شاطئ يوروك علي في بيوك أدا
شاطئ نويا في هيبلي أدا
تشتهر الجزر بمطاعمها البحرية المميزة ووجبات السمك الطازج.
الجزر مليئة بالحدائق والمسارات الطبيعية المثالية للمشي والتصوير.
يُفضل زيارتها في الربيع أو الصيف لاعتدال الطقس.
ارتداء ملابس مريحة وأحذية مناسبة للمشي.
الوصول مبكرًا لتفادي الازدحام.
حجز مواعيد العودة مسبقًا في مواسم الذروة.
حمل مياه ووجبات خفيفة خلال التجوّل.
لماذا تعد جزر الأميرات وجهة مميزة؟
لأنها تقدم مزيجًا يجمع:
جمال الطبيعة
عبق التاريخ
أجواء الهدوء والاسترخاء
أنشطة ممتعة تناسب العائلات والأزواج والمسافرين منفردين
إنها فرصة لاختبار جانب مختلف تمامًا من إسطنبول، جانب يُشعرك بأنك بعيد آلاف الكيلومترات عن صخب المدينة.
رحلة جزر الأميرات ليست مجرد جولة يومية، بل تجربة تحمل في طياتها السكينة، الجمال، ونفحات التاريخ .
إذا كانت إسطنبول مدينة لا تنام، فإن هذه الجزر هي القلب الهادئ الذي يمنحك لحظة تنفصل فيها عن العالم لتتصل بالطبيعة.
استعد لرحلة ستظل عالقة في ذاكرتك طويلًا.